أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، التوصل إلى اتفاق جديد بين إسرائيل وحركة حماس يقضي بانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين لدى الحركة، وذلك في المرحلة الأولى من خطة السلام التي طرحها ترامب قبل أيام.
وقال ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشال": "أنا فخور جدًا بأن أعلن أن إسرائيل وحماس وقّعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام. هذا يعني أن جميع الرهائن سيتم الإفراج عنهم قريبًا، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه، في خطوة أولى نحو سلام قوي ودائم ومستمر."
المرحلة الأولى من "خطة السلام"
الاتفاق الجديد يأتي بعد عامين على هجوم السابع من أكتوبر الذي شنّته حماس على إسرائيل، وبعد حرب مدمرة حوّلت معظم قطاع غزة إلى أنقاض، وأدت إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن المفاوضات النهائية جرت في مصر بمشاركة مبعوثي الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إضافة إلى ممثلين عن قطر ومصر وتركيا كأطراف راعية للوساطة.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن الاتفاق يستند إلى خطة مكونة من 20 بندًا أعلنها ترامب الأسبوع الماضي، وتشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وبدء خطوات لإعادة إعمار القطاع، فيما تبقى ملفات أكثر تعقيدًا، مثل نزع سلاح حماس وتحديد شكل الحكم في غزة، قيد التفاوض في مراحل لاحقة.
مشهد درامي في البيت الأبيض
وفي مشهد غير معتاد، تلقى ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض ورقة من وزير الخارجية ماركو روبيو تضمنت تفاصيل الاتفاق، ليعلن بعد دقائق للصحفيين أن "الشرق الأوسط أمام لحظة فارقة"، مؤكدًا أنه يدرس زيارة المنطقة قريبًا لحضور مراسم التوقيع.
تحليل سياسي: اتفاق أولي أم هدنة مؤقتة؟
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن الإعلان "يشكل تحوّلًا مهمًا في المسار الدبلوماسي، لكنه لا يعني بالضرورة بداية سلام فعلي"، موضحًا أن "القضية الفلسطينية أثبتت أن التوقيع على الورق لا يساوي تغييرًا في الواقع ما لم يتغيّر منطق القوة ذاته."
ويضيف سوالمة أن "المدنيين في غزة الذين عاشوا عامين من الحصار والدمار لا ينتظرون نصوص الاتفاق بقدر ما ينتظرون الأمان والقدرة على البدء من جديد."